الصَّحابِيُّ الجَلِيلُ
سَعْدٌ بنُ مُعَاذٍالأَنْصَارِيُّ
« هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ
وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَالْمَلاَئِكَةِ»
وفاة سعد بن معاذ
وفاة سعد بن معاذفي إحدى جولات سعد بالخندق أصابه سهم قذف به أحد المشركين وتفجر الدم من وريد في ذراعه، وأسعفه المسلمون،وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل إلى المسجد وأن تنصب له خيمة يداوى فيها، ويكون على مقربة من رسول الله صلى الله عليه وسلم..ولما علم سعد أن إصابته خطيرة قال يدعو ربه: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إليّ أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، وإن كانت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعل ما أصابني اليوم طريقا إلى الشهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة.. (أي من يهود بني قريظة الذين خانوا عهودهم ومواثيقهم مع النبي).واستجاب الله سبحانه لدعاء سعد. فقد لجأ نعيم بن مسعد الذي كان قد أشهر إسلامه حديثا ولم يعلم به أحد من المشركين أو اليهود إلى خداعهم جميعا بعد موافقة النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذهب إلى اليهود وأقنعهم بألا يشتركوا في الحرب إلا بعد أخذ رجال من المشركين رهينة حتى لا ينكثوا عهدهم معهم. وذهب إلى المشركين وقال لهم إن اليهود سيراوغون ويطلبون رهينة. وفعلا حدث ذلك فقرر الكفار الرحيل خاصة بعد أن جاءت عاصفة لا تقر لها نار ولا قدر ولا بناء.ورجع الرسول إلى المدينة، وتوجه بجيش المسلمين إلى يهود بني قريظة، وحاصر حصونهم خمسا وعشرين ليلة فقذف الله في قلوبهمالرعب وقرروا أن يقبلوا حكم رسول الله فيهم.. ورأى رسول الله أن يحكم فيهم سعد بن معاذ. فراح قوم سعد إليه وحملوه على حمار بعد أن هيأوا له وسادة حتى لا يرهقوه في مرضه. وأقبلوا به على رسول الله وهم يقولون: يا أبا عمرو أحسن في مواليك. فلما أكثروا عليه مقولاتهم قال: لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم. وقال سعد: إني أحكم فيهم أن يقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء. فقال رسول الله لسعد: لقد حكمت فيهم بحكم الله.. وقال اليهود: يا محمد ننزل على حكم سعد بن معاذ، وما إن تم تطبيق حكم سعد بن معاذ في يهود بني قريظة حتى استراح سعد لأن الله سبحانه استجاب لدعوته. وأشرف سعد على الموت بعد أن انفجر جرحه، وزاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعه في حجره ودعا الله قائلا: اللهم إن سعد قد جاهد في سبيلك، وصدق رسولك، وقضى الذي عليه، فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا.وكان مصاب المسلمين في سعد بن معاذ عظيما. وكانت وفاة سعد في السابعة والثلاثين من عمره. فهنيئا له جهاده ونصرته للإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم وهنيئا له الجنة.