فوزي الاحمدي
:: مراقب سابق ::
أن تهزم برشلونة في الكامب نو ، فهذا شيء ممتاز جداً .. أما أن تهزمه وأنت منذ البداية مضطر أن تخرج من مناطقك لأنه مفروض عليك التسجيل حتى لا تودع البطولة، فهذا شيء رائع .. أما إن أن تسجل 3 أهداف وتقدم أداءً مذهلاً فهذا شيء "ملكي"..
برشلونة منذ عام 2008 وهو الفريق الذي يريد الجميع هزمه .. حتى عندما خسر لقب الليجا، مستمر حتى الآن الفريق الأفضل في أوروبا وينظر إليه الجميع على أنه أيقونة في عالم كرة القدم .. لكن الحقيقة أن اليوم برهن ريال مدريد على أنه فريق عنيد صعب المراس .. فريق يتمتع بشيم الكبار.
هل يمكن أن يلعب الريال مباراة كهذه والفريق به مشاكل كما يُقال ؟ سؤال ندعه جانباً حالياً لنحلل هذا اللقاء التاريخي من وجهة نظري لريال مدريد والمأساوي لبرشلونة..
الآن إلى تحليل ...
الإيجابيات:
1- يمكن القول أن أبرز إيجابيات هذا اللقاء هو "الطلينة" التي قام بها جوزيه مورينيو لريال مدريد في مواجهة اليوم، و"الطلينة" هي إضفاء الصبغة الإيطالية على الفريق .. ليس شرطاً بالكاتيناتشيو لكنها بعدة أمور تكتيكية دفاعية تنتهجها الفرق الإيطالية بالذات في مواجهات كبيرة خارج أرضها كهذه.. فمثلاً استفاد مورينيو من الطريقة التي لعب بها بإنتر يوماً ما أمام البرسا بعد أن أعاد دي ماريا ليقوم أحياناً بواجبات دفاعية واضحة تعتمد بشكل أساسي على تقدم جوردي ألبا فساند أربيلوا كثيراً وأغلق الباب أمام ألبا وإنيستا للقيام بأي إبداع.
2- كذلك استفاد مورينيو من خطة ميلان في سان سيرو التي انتهج فيها طريقة قديمة نوعاً ما لكنها فعالة جداً وهي إغلاق خط عرضي كامل باللاعبين خصوصاً بألونسو وخضيرة وأوزيل ودي ماريا وكوينتراو مع تقريب قلبي الدفاع بشكل واضح للاعبي الوسط لمنع أي تمريرات بينية مؤثرة.. هذا الأمر ساهم مبدئياً في منع أي تسلل للأظهرة خلف هذا الخط العرضي لأنهم دائماً أمام عين آخر لاعب في كل جبهة (عكس ما يحدث أحياناً في عدم قدرة الظهير المدافع على رؤية تحرك الظهير المهاجم لأنه يكون في حالة متابعة دائمة للكرة) كما أنه ساهم أيضاً في القضاء التام على أي خطورة ممكنة لميسي المتمركز بين هذا الخط العرضي الكبير وبين قلبي الدفاع الذين باتوا قريبين جداً منه هذه المرة عكس المرات التي كان يتلقى فيها الكرات خلف ألونسو أو خضيرة ويتلاعب فيها بسهولة بقلب المدافع لأنه يكون قد أخذ وقتاً جيداً للالتفاف بالكرة وتقرير ما يفعله بها .. هذا الأمر لم يتح أمامه على الإطلاق بسبب ما فعله مورينيو.
3- الجميل فيما فعله مورينيو هو أنه لم يقلل على الإطلاق من قدرات الفريق الهجومية .. في السابق قام مورينيو بإغلاق خط الوسط بإضافة لاعب وسط دفاعي ثالث (غالبا يكون بيبي) وصحيح أنه أتى بأثره لكنه لم ينجح في تحقيق شيء كبير على الصعيد الهجومي كما حدث اليوم.
4- هناك شيء مهم نفذه مورينيو في عدة لقاءات هذا الموسم، وهو تغيير مركزي رونالدو ودي ماريا بين الفينة والأخرى .. هذا الأمر في كثير من الأحيان يكون إيجابياً للمهاجم، فهو لا يكون مضطراً للدخول في صراع نفسي مع نفس المدافع الذي يزداد شراسة في كل مرة يواجه فيها المهاجم إن تجاوزه في اللقطة السابقة، كما أن مورينيو لعب ببراعة على تقدم جوردي ألبا المبالغ فيه للأمام .. الجبهة اليسرى كانت مفتوحة بشكل واضح وارتكب برشلونة نفس الخطأ الذي تحدث عنه زميلي محمد الشويمي في احدى مقالاته عندما أشار إلى أن كثيراً من الأحيان يضطر داني ألفيش إلى اللعب كقلب دفاع ثانٍ بسبب تحرك بويول وبيكي بتطرف جهة اليسار، وتفسيري واضح لهذه اللقطة هو أن تقدم ألبا مبالغ فيه..
5- النقطة الإيجابية الوحيدة لبرشلونة هو أنه لم ينهار بشكل كامل بعد الهدف الثالث، فقد أيقن أن النتيجة قد تصبح أكثر ثقلاً وأن عليه أن يكون متيقن من الهزيمة لذلك لم يبالغ الفريق في الاندفاع الهجومي، وذلك رغم التأكيد على أن الريال كان له عدة فرص كان يمكن منها زيادة الغلة.
6- لا أعلم إن كنت أنا الوحيد الذي ألاحظ هذا الأمر أم ماذا، لكني أرى أن سيرخيو راموس يصبح أكثر هدوءً عندما يلعب بجانب رفائيل فاران .. هل ينقل له الشاب الفرنسي اليافع كروموسومات الهدوء أم ماذا ؟ هناك نوع من التأثير النفسي الواضح لفاران على زملائه في خط الدفاع وهذا شيء يمكن وصفه بالطبيعي فعندما تشاهد زميل كبيبي يدخل في عراك بدني متواصل تشعر أنت بالمسؤولية وتحاول فعل ما يفعله فترتكب المزيد من الأخطاء .. ريال مدريد لم يرتكب سوى خطأ واحد في مكان مؤثر اليوم الذي كاد منه ميسي أن يعادل النتيجة من تسديدته الجميلة، وهذا شيء لم يكن يحدث للميرينجي في الكلاسيكوهات السابقة حتى التي كان يفوز فيها.
السلبيات:
1- السلبية الكبرى في اللقاء هو أن برشلونة كرر بالضبط نفس أخطاء اللقاءات الماضية .. لماذا الإصرار على إنيستا على الجبهة اليسرى ؟ إلى متى لا يتيقن فنيو الفريق أن عقل البلاوجرانا يكمن في تواجد تشافي وإنيستا متجاورين طوال المباراة .. عندما كان يلعب جوارديولا بفابريجاس كأساسي كان كثيراً ما يبادل بينه وبين إنيستا في مركزيهم كلاعبي وسط وجناح أيسر فيسحب إنيستا الظهير الأيمن معه للوسط قبل أن ينطلق فابريجاس من خلف الظهير الأيمن وهي لقطة كثيراً ما تكررت وأشهرها عندما جاء فابريجاس من بعيد ليحرز ضربة رأس يتذكرها الجميع في مرمى الريال في العام الماضي، لكن ما يحدث الآن هو انعزال تام لإنيستا في الجبهة اليسرى لا يفكه أحياناً إلا انضمام ألبا له فتنكشف الجبهة اليسرى بشكل واضح .. ترس واحد يتغير في محرك البرسا فيتفتت كل شيء والمثير أنه يتكرر في كل لقاء..!
2- لم يحاول رورا فعل ما فعله أمام إشبيلية بإشراك دافيد فيا مبكراً بدلاً من فابريجاس ليعيد ميسي إلى قلب التأثير بدلاً من المصيدة التي وقع فيها .. لم يحاول فعل ذلك ويرحم إنيستا من عذاب انتظار الكرة ليلمسها مرة أو مرتين وهو الذي كان يلتذذ بلمسها كل 5 ثوانٍ رفقة تشافي، ويبدو أن رورا ظن أن البرسا قدم مباراة جيدة جداً أمام إشبيلية والحقيقة أن الأخير كشف البلاوجرانا من جديد ولولا نيجريدو لخسر البرسا هذه المواجهة ولولا عودته للعب برأس حربة صريح لما فاز، لكنه أصر على خطة اللعب العقيمة حتى إنه لم يحاول تقديم داني ألفيش مع إعادة ألبا للالتزام الدفاعي بعض الشيء حتى يغلق هذه الجبهة المفتوحة على مصراعيها.
3- وضح تماماً أنه في كل مرة يفقد وسط برشلونة القدرة على الاحتفاظ بالكرة كثيراً وإرهاق لاعبي وسط المنافس، سيحدث نفس السيناريو .. أهداف على طريقة باتو ميلان ورونالدو الريال صارت شيءً كثير التكرار في البرسا.. ، ليست مشكلة أن تؤمن بمنطق نابليون بأن الهجوم خير وسيلة للدفاع، لكن المشكلة في كيفية دفاعك إنك كنت عاجزاً عن الهجوم..!!؟ ويبدو أن القيادة الفنية للبرسا وإدارة البلاوجرانا ذاتها لم يفكروا في هذا السؤال كثيراً منذ مدة لذلك لم يعودوا مهتمين بجلب قلب مدافع ليعوض التراجع الكبير في المستوى لبيكيه الذي يشبه السقوط من علٍ أو ليخلف يوماً ما كارلس بويول، بل إن حل ماسكيرانو السيء من الأساس بات حلاً سهلاً للفريق فهم لم يكونوا يتصوروا أن يفقد الفريق "أحياناً" ميزة السيطرة على الكرة باستمرار، وعندما جاء فريق بات متمرساً في الهجمة المرتدة كالريال عاقبهم .. وبشدة.
برشلونة منذ عام 2008 وهو الفريق الذي يريد الجميع هزمه .. حتى عندما خسر لقب الليجا، مستمر حتى الآن الفريق الأفضل في أوروبا وينظر إليه الجميع على أنه أيقونة في عالم كرة القدم .. لكن الحقيقة أن اليوم برهن ريال مدريد على أنه فريق عنيد صعب المراس .. فريق يتمتع بشيم الكبار.
هل يمكن أن يلعب الريال مباراة كهذه والفريق به مشاكل كما يُقال ؟ سؤال ندعه جانباً حالياً لنحلل هذا اللقاء التاريخي من وجهة نظري لريال مدريد والمأساوي لبرشلونة..
الآن إلى تحليل ...
الإيجابيات:
1- يمكن القول أن أبرز إيجابيات هذا اللقاء هو "الطلينة" التي قام بها جوزيه مورينيو لريال مدريد في مواجهة اليوم، و"الطلينة" هي إضفاء الصبغة الإيطالية على الفريق .. ليس شرطاً بالكاتيناتشيو لكنها بعدة أمور تكتيكية دفاعية تنتهجها الفرق الإيطالية بالذات في مواجهات كبيرة خارج أرضها كهذه.. فمثلاً استفاد مورينيو من الطريقة التي لعب بها بإنتر يوماً ما أمام البرسا بعد أن أعاد دي ماريا ليقوم أحياناً بواجبات دفاعية واضحة تعتمد بشكل أساسي على تقدم جوردي ألبا فساند أربيلوا كثيراً وأغلق الباب أمام ألبا وإنيستا للقيام بأي إبداع.
2- كذلك استفاد مورينيو من خطة ميلان في سان سيرو التي انتهج فيها طريقة قديمة نوعاً ما لكنها فعالة جداً وهي إغلاق خط عرضي كامل باللاعبين خصوصاً بألونسو وخضيرة وأوزيل ودي ماريا وكوينتراو مع تقريب قلبي الدفاع بشكل واضح للاعبي الوسط لمنع أي تمريرات بينية مؤثرة.. هذا الأمر ساهم مبدئياً في منع أي تسلل للأظهرة خلف هذا الخط العرضي لأنهم دائماً أمام عين آخر لاعب في كل جبهة (عكس ما يحدث أحياناً في عدم قدرة الظهير المدافع على رؤية تحرك الظهير المهاجم لأنه يكون في حالة متابعة دائمة للكرة) كما أنه ساهم أيضاً في القضاء التام على أي خطورة ممكنة لميسي المتمركز بين هذا الخط العرضي الكبير وبين قلبي الدفاع الذين باتوا قريبين جداً منه هذه المرة عكس المرات التي كان يتلقى فيها الكرات خلف ألونسو أو خضيرة ويتلاعب فيها بسهولة بقلب المدافع لأنه يكون قد أخذ وقتاً جيداً للالتفاف بالكرة وتقرير ما يفعله بها .. هذا الأمر لم يتح أمامه على الإطلاق بسبب ما فعله مورينيو.
3- الجميل فيما فعله مورينيو هو أنه لم يقلل على الإطلاق من قدرات الفريق الهجومية .. في السابق قام مورينيو بإغلاق خط الوسط بإضافة لاعب وسط دفاعي ثالث (غالبا يكون بيبي) وصحيح أنه أتى بأثره لكنه لم ينجح في تحقيق شيء كبير على الصعيد الهجومي كما حدث اليوم.
5- النقطة الإيجابية الوحيدة لبرشلونة هو أنه لم ينهار بشكل كامل بعد الهدف الثالث، فقد أيقن أن النتيجة قد تصبح أكثر ثقلاً وأن عليه أن يكون متيقن من الهزيمة لذلك لم يبالغ الفريق في الاندفاع الهجومي، وذلك رغم التأكيد على أن الريال كان له عدة فرص كان يمكن منها زيادة الغلة.
6- لا أعلم إن كنت أنا الوحيد الذي ألاحظ هذا الأمر أم ماذا، لكني أرى أن سيرخيو راموس يصبح أكثر هدوءً عندما يلعب بجانب رفائيل فاران .. هل ينقل له الشاب الفرنسي اليافع كروموسومات الهدوء أم ماذا ؟ هناك نوع من التأثير النفسي الواضح لفاران على زملائه في خط الدفاع وهذا شيء يمكن وصفه بالطبيعي فعندما تشاهد زميل كبيبي يدخل في عراك بدني متواصل تشعر أنت بالمسؤولية وتحاول فعل ما يفعله فترتكب المزيد من الأخطاء .. ريال مدريد لم يرتكب سوى خطأ واحد في مكان مؤثر اليوم الذي كاد منه ميسي أن يعادل النتيجة من تسديدته الجميلة، وهذا شيء لم يكن يحدث للميرينجي في الكلاسيكوهات السابقة حتى التي كان يفوز فيها.
السلبيات:
2- لم يحاول رورا فعل ما فعله أمام إشبيلية بإشراك دافيد فيا مبكراً بدلاً من فابريجاس ليعيد ميسي إلى قلب التأثير بدلاً من المصيدة التي وقع فيها .. لم يحاول فعل ذلك ويرحم إنيستا من عذاب انتظار الكرة ليلمسها مرة أو مرتين وهو الذي كان يلتذذ بلمسها كل 5 ثوانٍ رفقة تشافي، ويبدو أن رورا ظن أن البرسا قدم مباراة جيدة جداً أمام إشبيلية والحقيقة أن الأخير كشف البلاوجرانا من جديد ولولا نيجريدو لخسر البرسا هذه المواجهة ولولا عودته للعب برأس حربة صريح لما فاز، لكنه أصر على خطة اللعب العقيمة حتى إنه لم يحاول تقديم داني ألفيش مع إعادة ألبا للالتزام الدفاعي بعض الشيء حتى يغلق هذه الجبهة المفتوحة على مصراعيها.
3- وضح تماماً أنه في كل مرة يفقد وسط برشلونة القدرة على الاحتفاظ بالكرة كثيراً وإرهاق لاعبي وسط المنافس، سيحدث نفس السيناريو .. أهداف على طريقة باتو ميلان ورونالدو الريال صارت شيءً كثير التكرار في البرسا.. ، ليست مشكلة أن تؤمن بمنطق نابليون بأن الهجوم خير وسيلة للدفاع، لكن المشكلة في كيفية دفاعك إنك كنت عاجزاً عن الهجوم..!!؟ ويبدو أن القيادة الفنية للبرسا وإدارة البلاوجرانا ذاتها لم يفكروا في هذا السؤال كثيراً منذ مدة لذلك لم يعودوا مهتمين بجلب قلب مدافع ليعوض التراجع الكبير في المستوى لبيكيه الذي يشبه السقوط من علٍ أو ليخلف يوماً ما كارلس بويول، بل إن حل ماسكيرانو السيء من الأساس بات حلاً سهلاً للفريق فهم لم يكونوا يتصوروا أن يفقد الفريق "أحياناً" ميزة السيطرة على الكرة باستمرار، وعندما جاء فريق بات متمرساً في الهجمة المرتدة كالريال عاقبهم .. وبشدة.
