توضيح ماهو الفرق بين النفس والروح ؟

فوزي الاحمدي

:: مراقب سابق ::
إنضم
16 نوفمبر 2012
المشاركات
2,116
مستوى التفاعل
5,562
النقاط
0
الإقامة
الجزائر
ماهو الفرق بين النفس والروح ؟
النفس

نفس الإنسان هي الجزء المخاطب في القرآن الكريم و المكلف دائماً والنفس هي ( الذات ) وهي الأساس في الإنسان ، و من ذلك ما جاء ف
ي كنابه تعالى (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) غافر : 17
و يمكن تقسيم النفس إلى أقسام ثلاثة ، و هي

النفس المطمئنة
و هي أرقى درجات الرفعة التي تصل إليها النفس البشرية ، لذا فإن الوصول إلى تلك المكانة المرموقة و المتمثلة في درجة النفس المطمئنة يحتاج الكثير من العمل ، و يحتاج الرقي إلى هذه الدرجة من الإنسان أن يكون صادقا مع نفسه في البداية و واضحا أمام ذاته دون أي هروب أو خداع ، و بعد الصدق مع النفس عليك أن تكون صادقا مع الله مخلصا له عملك مزيلاً في ذلك كل حواجز المعاصي والآثام لنيل رضاه، و أخيراً فإن ذلك يتطلب من الشخص الصدق مع الآخرين من حولك و قد جاء ذكر النفس المطمئنة في القرآن الكريم يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي

النفس الأمارة بالسوء
و هي النفس التي تكون مكانا للشر و الفتنة وتقترن بالشيطان و الهوى وبفعل السوء ،و هي دائماً ما تأمر صاحبها بفعل الخطايا و الآثام وارتكاب الرذائل موسوسة في ذلك لصاحبها بشتى الوسائل و المغريات التى توقعه فى الإثم و الخطأ و تقوده إلى الجحيم وبئس المصير، و قد قال تعالى في ذلك
وَمَا أُبَرِّىءُنَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌِ

النفس اللوامة
و هي درجة وسطى بين كل من النفس الأمارة بالسوء و تلك المطمئنة ، فهي تقع بالذنب لكنها تعترف فيه بعد ذلك ، و جاء ذكرها في القرآن الكريم لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ

الروح

تعد الروح جسماً خفيفاً حياً لذاته علوي متحرك ، يسري في الأعضاء و ينفذ فيها ، و هي خلق من أمر الله ، لذا فإن البشر لا تعلم ماهيتها أو حقيقتها بالتحديد ، فهي ليست من جنس العالم المشهود و يصعب تحليلها

رغم ما للروح من ماهية غامضة ، إلا أن من الممكن أن تظهر آثارها على الجسد ، فإن العقل و الفقه و الإبصار و الحركات اللا إرادية ، هذه كلها لا تتحقق إلا بالروح ، فما إن نزعت روح الإنسان منه بطل كل ذلك و فسد ، فالإنسان لم ينتفع بخلق الله من بصر و سمع و غيرها إلا بعد أن نفخت فيه روحه ، قال تعالى (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) الحجر/ 29. وفي يوم القيامة عندما تعود الأرواح إلى الأجساد بعد النفخ في الصور يقوم الناس أحياء يبصرون (ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) الزمر/ 68.
 

faycal_dz

:: The King Of Samsung ::
إنضم
15 مارس 2012
المشاركات
2,766
مستوى التفاعل
21,167
النقاط
113
الإقامة
الجزائر
بارك الله فيك على الموضوع اللهم انا نسألك علما نافعا
 

lahdache

:: Super User ::, ,
إنضم
15 مارس 2012
المشاركات
1,067
مستوى التفاعل
4,589
النقاط
0
بسم الله الرحمان الرحيم
من كتاب الروح لابن القيم الجوزية رحمه الله
يقول إبن القيم بخصوص التزاور بين الأروح:
الأرواح صنفان ، معذّبة وأخرى منعمة ..
فـ المعذبة لاهية بما فيها من عذاب ..
عن التزاور والتلاقي ..
بينما المنعمة ، تتنعم بـ التلاقي والتزاور ..
وروى جرير عن منصور عن أبي الضحي عن مسروق قال قال أصحاب محمد ما ينبغي لنا أن نفارقك
في الدنيا فإذا مت رفعت فوقنا فلم نرك فأنزل الله تعالى
(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) ..
..
وقال بخصوص موت الجسد والروح أو الجسد فقط:
قالت طائفة تموت الروح وتذوق الموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت
قالوا وقد دلت الأدلة على أنه لا يبقى إلا الله وحده قال تعالى كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
وقال آخرون لا تموت الأرواح فإنها خلقت للبقاء وإنما تموت الأبدان قالوا وقد دلت على هذا الأحاديث الدالة على
نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها ولو ماتت الأرواح لانقطع عنها النعيم والعذاب
..
وقال عن هل عذاب القبر على الجسد أم الجسد والروح:
مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب ، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه ،
وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة ، وأنها تتصل بالبدن أحياناً ، ويحصل له معها النعيم أو العذاب.
..
يقول عن هل يُمتحن الأطفال في قبورهم:
أنهم لا يمتحنون ، لأن السؤال يكون لمن عقل الرسول والمرسل ، فيسأل: هل آمن بالرسول وأطاعه ،
أم لا؟ فأما الطفل الذي لا تمييز له فكيف يسأل هذا السؤال؟‍‍
..
يقول بخصوص هل الروح قديمة أو محدثة مخلوقة:
أجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مُدَبَّرَة. وهذا معلوم بالاضطرار من دينهم ،
وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم وهي القرون المفضلة على ذلك ، من غير اختلاف بينهم ، حتى نبغت نابغة من أهل الضلال فزعمت أنها قديمة غير مخلوقة!!
..
قال عن هل الروح خلقت قبل الجسد أم بعده:
قد اختلف العلماء في هذا:
فقال قوم: الأرواح مخلوقة قبل الأجساد.
وقال آخرون: بل الأجساد مخلوقة قبل الأرواح.
والصواب هو القول الثاني: وهو أن الأجساد خُلقت أولاً ، ثم الأرواح ،
ودليل هذا أن الله خلق آدم – عليه السلام – من تراب (ثم) نفخ فيه الروح.
قال ابن القيم – رحمه الله -: "والقرآن والحديث والآثار تدل على أن الله سبحانه نفخ فيه من روحه بعد خلق جسده"
..
وقال عن ماهية النفس ، وما حقيقتها:
الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهي - أي الروح –
جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ، ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها
سريان الماء في الورد ، وسريان الدهن في الزيتون ، والنار في الفحم.
فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف
بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء ، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية.
وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها ، وخرجت عن قبول تلك الآثار ، فارق الروح البدن ، وانفصل إلى عالم الأرواح.
..
قال عن النفس ، هل هي واحدة أم ثلاث:
يقول الله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة) ويقول: (ولا أقسم بالنفس اللوامة) ، ويقول: (إن النفس لأمّارة بالسوء) ،
فهي مطمئنة ، ولوامة ، وأمارة.
فـ يقول إبن القيم: أنها نفس واحدة ،
ولكن لها صفات ، فتسمى باعتبار كل صفة باسم، فتسمى (مطمئنة)
باعتبار طمأنينتها لربها بعبوديته ومحبته ، وتُسمى (لوامة)
لأنها تلوم صاحبها على التفريط ، وتُسمى (أمّارة) لأنها تأمره بالسوء ، وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها..

--- منقول ---

وإن كان أمر الروح لا يتكلم عنه لأنه من أمر الله

‏{‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً،
وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً،
إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا‏}‏ ‏[‏سورة الإسراء‏:‏ الآيات 85-87‏]‏‏؟‏
.

بالتوفيق

 

FaYsSaL_GsM

:: الإدارة ::
إنضم
15 مارس 2012
المشاركات
10,155
مستوى التفاعل
39,218
النقاط
113
الإقامة
Dzgsm
بارك الله فيك خوية فوزي وخوية لحسن على هذه المعلومات الأكثر من مهمة التي تخص ديننا الحنيف
 

krimmo

عضو أساسي
إنضم
3 سبتمبر 2012
المشاركات
388
مستوى التفاعل
571
النقاط
93
الإقامة
Algerie
بارك الله فيك أخي على الموضوع القيم و المعلومات المفيدة
 
أعلى