هل الكوارث الطبيعية تكون بسبب ذنوبنا ؟

abdouallah

:: Super User::, ,
إنضم
12 مارس 2013
المشاركات
258
مستوى التفاعل
445
النقاط
63
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله


حديث عائشة – رضي الله عنها – قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَكُونُ فِي آخِرِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ نَعَمْ إِذَا ظَهَرَ الْخُبْثُ، أخرجه الترمذي ، وقال: حديث غريب، أو يكون المقصود حديثها الآخر قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ بِهِ وَذَهَبَ عَنْهُ ذَلِكَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ إِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عَذَابًا سُلِّطَ عَلَى أُمَّتِي وَيَقُولُ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ رَحْمَةٌ " [ أخرجه البخاري ، ومسلم ، واللفظ له ] والزلازل وغيرها من الآيات: كالبراكين والخسوف والكسوف والكوارث الطبيعية لها حِكَم شرعية وهي تخويف العباد واستعتابهم، قال الله جل ثناؤه: ( وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً )، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَكْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ وَلَكِنَّهُمَا مِنْ آيَاتِ اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ فَإِذَا رَأَيْتُمْ كُسُوفًا فَاذْكُرُوا اللَّهَ حَتَّى يَنْجَلِيَا " [ أخرجه البخاري ، ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها ]، ولا ينافي هذا أن يكون للزلازل أسباب طبيعية يعرفها العلماء المختصون بعلوم الأرض، قال شيخ الإسلام ابن تيمية لما سئل عن الزلازل: " الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات والحوادث، لها أسباب وحكم، فكونها آية يخوف الله بها عباده هي من حكمة ذلك، وأما أسبابه فمن أسبابه انضغاط البخار في جوف الأرض كما ينضغط الريح والماء في المكان الضيق فإذا انضغط طلب مخرجا فيشق ويزلزل ما قرب منه من الأرض . "،

وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه ومسلم ما يدل على أن تكاثر الزلازل مرتبط بتفشي المعاصي، وظهور المنكرات، والفتن وكثرة القتل، وقبض العلم، ففي صحيح البخاري، ومسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ . "، ولا ريب أن للذنوب والمعاصي آثار سيئة على الأمم والشعوب، فهي سبب في زوال النعم، ومحو البركات، وزوال الأمن، وكانت سبباً في هلال الأمم والشعوب السابقة، قال عز وجل: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ )، وقال تعالي: ( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )، وقال تعالى: ( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ ) ، وقال تعالى : ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ) ، وقال تعالى: ( ولَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وأَخَذَتِ الَذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْداً لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ) ، والآيات في هذا المعنى كثيرة ، وقد دلت هذه النصوص على شؤم المعاصي والذنوب وأنها سبب في حلول المصائب والفتن والعقوبات المتنوعة ، قال الله عز وجل: ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )، وقال عز وجل: ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ )، نسأل الله تبارك وتعالى أن يدفع عنا الزنا والربا والزلازل والمحن وسواء الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يفتح علينا من بركات السماء والأرض إنه سميع مجيب .

منقول


اما رأيي فأقول كم كثرت الكوارث في زماننا و اخرها اليوم اعصار شابالا الدي يضرب اليمن
 
التعديل الأخير:

samirsalafi00

عضو نشط
إنضم
18 أغسطس 2014
المشاركات
99
مستوى التفاعل
74
النقاط
0
أخي بارك الله فيك و زادك تقوى و و رع لي تعقيب بسيط على قولك كوارث طبيعية فهذا لا يجوز لأن نسبة الكوارث إلى الطبيعة خطأ فهذا قول الملاحدة و العياذ بالله و هذا رد مفصل من الشيخ مقبل رحمه الله على من قال كوارث طبيعية


نص الإجابة:

الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن والاه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :

فحكم الشرع فيمن يقول إن الزلزال أنه من الحوادث الطبيعية يعتبر كافراً لأنه ينسب إلى الطبيعة ، والطبيعة نفسها لا تستطيع أن تخلق ، ولا أن تغير ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا غڑ إِنَّ ذَظ°لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىظ° مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ غ— وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ " [ الحديد : 22و23 ] .
ويقول سبحانه وتعالى : " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ " [ الشورى : 30 ] .
ويقول سبحانه وتعالى : " وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا " [ الإسراء : 59 ] .
فالآيات تكون تخويفاً ، وأولئكم الملاحدة يريدون إبطال إنتقام الله لأولياءه ولأنبياءه ، ويعتبرونها كوارث طبيعية ، وقد قال الله سبحانه في بعض الأمم المكذبة : " فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ " [ الأعراف : 78 ] ، ورب العزة يقول في كتابه الكريم : " إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا " [ الزلزلة : 1و2 ] إلى آخر السورة .
ونبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول كما في الصحيح من حديث أبي هريرة : " يقبض العلم ، ويكثر الزلزال " وهو متفق عليه ، وقد ذكرناه في < الصحيح المسند من دلائل النبوة > .
ويقول أيضاً في حديث سلمة بن نفيل السكوني يقول : " إنه في آخر الزمان سيكثر الزلازال " أو بهذا المعنى ، والحديث صحيح خارج الصحيحين .
نعم قد يكون ابتلاء : " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم غ– مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى° نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ " [ البقرة : 214 ] ، وإن لم يكن المقصود بالزلزال هنا هذا الزلزال المعروف زلزلة قلوبهم .
اعترض بعضهم أن الزلازال بسبب الذنوب قالوا : فما ذنب الأطفال ؟ ، الأطفال كما في حديث أم سلمة وكذلك حديث عائشة : " يغزو جيش الكعبة فيخسف بأولهم وآخرهم " قيل : يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم ؟ قال : " يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم " .
القصد أن هذا قول الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله عز وجل ، ويسندون الأشياء إلى الطبيعة ، وهنا شيء نريد أن ننبه عليه : نسمع من شبابنا أنهم يرددون في حديثهم : ( طبعاً ) تكلمه بالكلام وقال ( طبعاً ) فالأولى أن يقول : نعم وبلى وصدقت أو ما أشبه ذلك ، لا أقول إن هذا الكلام محرم ( طبعاً ) لكن فيه شبهة فالأولى اجتنابه .
وقد تكلمنا بحمد الله على هذا في < المخرج من الفتنة > ، وألفنا رسالة ولكنها أرسلت للطبع وهي < إيضاح المقال في أسباب الزلازال > ، فالله عز وجل يقول في كتابه الكريم في شأن قارون : " فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ " [ القصص : 81 ] ، ويقول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " بينما رجل يمشي يختال في مشيته تعجبه نفسه إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة " .
وقد ذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه < المدهش > أشياء كثيرة من الزلازال التي وقعت ، وكان أول زلازال في هذه الأمة أعني أمة محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وقع على عهد عمر ، ولم يقع على عهد النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، ولا على عهد أبي بكر .
فأنا أنصح بقراءة ما كتبته في < المخرج من الفتنة > لأن الحامل لي على ما كتبته أن بعضهم حتى بعض أهل العلم والعياذ بالله يقول : لا تقولوا أن الزلزال بسبب الذنوب ، واتصل مسؤول الإعلام من ذمار بزبارة المفتي اتصل به وقال : وقع الزلزال في ذمار - أي في وقت ما حدث الزلزال في ذمار - ، فماذا تنصح الناس ؟ ، قال : طبيعي طبيعي ، عندك نصيحة للناس تقدمها ، قال : طبيعي طبيعي ، العامة أنفسهم ازدرءوا واحتقروا جوابه ، وهو يعلم أنه ليس بأمر طبيعي ولكنه يريد أن يوافق العلمانيين ، ويريد أن يوافق المستشرقين وأعداء الإسلام والله المستعان .

مداخلة : قلت إن بعض أهل العلم ثم ذكرت زبارة فهل هو من أهل العلم ؟
الشيخ : عنده شيء من العلم ولكنه ضل .
منقول للفائدة
 
التعديل الأخير:
أعلى