الاشهر الحرم

deihmi

عضو أساسي
إنضم
12 سبتمبر 2012
المشاركات
841
مستوى التفاعل
1,248
النقاط
0
الأشهر الحرم
هي أربعة أشهر كما قال الله: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم} [التوبة:36]
وقد فصّل النبي صلى الله عليه وسلم ما أجمله القرآن، وبيَّن أن هذه الأشهر هي: رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم، قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان))[1].

وأكَّد حرمة شهر ذي الحجة فقال في حجة الوداع: ((أي شهر هذا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((شهر حرام))، قال: ((فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا))[2].

وذكر القرآن حرمة شهر ذي القعدة، وذلك في قوله تعالى: {الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين} [البقرة:194]. فالآية نزلت في حبس قريش للمسلمين عام الحديبية عن البيت في شهر ذي القعدة الحرام، فاعتمر صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء في السنة التالية في شهر ذي القعدة[3].

وسُمي رجب برجب مضر لأن ربيعة بن نزار كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً، وكانت مضر تحرم رجباً نفسه، فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الذي بين جمادى وشعبان)) ليرفع ما وقع في اسمه من الاختلال[4].

كما كانت العرب تسميه: منْصِل الأسنة، فعن أبي رجاء العطاردي قال: فإذا دخل شهر رجب قلنا: منْصِل الأسِنَّة، فلم ندع رمحاً فيه حديدة ولا سهماً فيه حديدة إلا نزعناه وألقيناه[5].

وكانوا يسمونه أيضا رجب الأصم لسكون أصوات السلاح وقعقعته فيه[6].

والأربعة الحرم حرمها العرب في الجاهلية، وسبب تحريمهم القعدة والحجة ومحرم هو أداء شعيرة الحج، فكانوا يحرمون قبله شهراً ليتمكنوا من السير إلى الحج ويسمونه القعدة لقعودهم عن القتال فيه، ثم يحرمون ذا الحجة وفيه أداء مناسكهم وأسواقهم، ثم يحرمون بعده شهراً ليعودوا إلى ديارهم. وحرموا شهر رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والإعمار، فيأمن قاصد البيت الغارة فيه[7].

وقد كانت بعض العرب تحرم ثمانية أشهر، وهم طائفة يقال لهم: البَسل[8].
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((استدار كهيئته))، قيل: إنه تثبيت منه صلى الله عليه وسلم لعدة الشهور ومحلها، إذ كانت العرب تحج أكثر سنيها في غير ذي الحجة، وقد وافق حج النبي صلى الله عليه وسلم حجهم في ذي الحجة.
وقال ابن كثير: "أي الأمر اليوم شرعاً كما ابتدأ الله ذلك في كتابه يوم خلق السموات والأرض"[9]. وهو الصحيح لأن الصديق عندما حج إنما حج في ذي الحجة، وقد سماه الله الحج الأكبر، فالنسيء إنما كان في تأخير حرمة الشهر الحرام من محرم إلى صفر أو غيره، لا في تغيير أسماء الشهور[10
اختار الله، سبحانه وتعالى، الأشهر الحُرُم من بين الأشهر، والأشهر الحُرم هي: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم ورجب، وهي ثلاث متواليات وواحد فرد. وقد حرَّم الله تعالى فيها القتال، وعظّم من ظلم النّفس فيها بأيّ وسيلة كانت، فقال سبحانه: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} التوبة 63.
تتضاعف الحسنات في الأشهر الحرم، كما تتضاعف فيها السّيِّئات. يقول الإمام ابن كثير، رحمه الله، في تفسيره للآية الكريمة: {فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ}، أي في هذه الأشهر المحرَّمة، لأنّها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أنّ المعاصي في البلد الحرام تضاعف، لقوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} الحجّ 25. وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام، ولهذا تغلظ فيه الدية في مذهب الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء، وكذا في حقّ مَن قَتل في الحرم أو قتل ذا محرّم، ثمّ نقل عن قتادة قوله: إنّ الظلم في الأشهر الحُرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم في سواها، وإن كان الظلم على كلّ حال عظيمًا، ولكن الله يعظّم في أمره ما يشاء''.
ولهذا الأشهر أحكام، منها: أنّها أشهر حُرُم، ويشمل هذا أمرين اثنين:
* تحريم القتال فيهنّ، قال تعالى: {يسألُونَك عن الشَّهر الحرام قِتَالٌ فيه قُلْ قتالٌ فيه كبير} البقرة 217. ولكن ذهب جماهير أهل العلم إلى نسخ هذا الحكم وجواز القتال، ولهم في ذلك أدلة لا تسلم من مقال، وذهب بعض أهل العلم ومنهم عطاء، رحمه الله، إلى أنّ الآية محكمة، وأنّ تحريم القتال باق غير منسوخ، لكن سبق القول إن العمل على خلافه.
* تحريم الظُلم فيهنّ، وإليه يشير قوله تعالى: {فلا تَظْلِموا فيهنّ أنفُسَكم} التوبة 63. على أنّ أهل العلم اختلفوا في عود الضمير في قوله {فيهنّ}، فقال بعضهم: الضمير يعود على خصوص الأربعة الحرم، وقال بعضهم: إنّه عائد على كلّ الأشهر، وإنّما نصّ الله تعالى على الأربعة لزيادة شرفها وفضلها. وبكلّ حال، فالآية دالة على تحريم الظلم في الأشهر الحُرم. وتشتمل هذه الأشهر على فضائل وعبادات ليست في غيرها، وهي مشهورة، منها: الحجّ، لأنّ أفعال الحجّ كلّها تقع في شهر ذي الحجّة.
كما يشتمل ذو الحجة على اللّيالي العشر التي أقْسَم الله عزّ وجلّ بها، وتسمّى عشر ذي الحجّة. ويوم عرفة، وهو أفضل أيّام العشر، ويشرع لغير الحاجّ صيامه. كما تشتمل هذه العشر على عيد الأضحى المبارك، ويُشرَع فيه الأضحية. ويشرع أيضًا صيام شهر الله المُحرَّم، فقد أخرج مسلم وغيره من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''أفضل الصّلاة بعد الصّلاة المكتوبة الصّلاة في جوف اللّيل، وأفضل الصّيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرّم''، ويتأكّد صيام يوم العاشر مع يوم قبله أو بعده، وتضاعف الحسنات والسّيِّئات بسبب شرف الزمان والمكان.

FYJ43C.jpg
 

belkacem04

عضو أساسي
إنضم
8 سبتمبر 2012
المشاركات
329
مستوى التفاعل
890
النقاط
0
الإقامة
الجزائر
رد: الاشهر الحرم

شكرا اخ الكريم على المعلومات القيمة
الرجاء تسوية الالف في الاية بتعديل المشاركة
 

Msd-Gsm

:: مشرف ::, قسم صيانة السامسونج, قسم السوفت وير سا
إنضم
6 سبتمبر 2013
المشاركات
2,586
مستوى التفاعل
8,246
النقاط
113
الإقامة
DzGsm
رد: الاشهر الحرم

ألف شكر ياأخي الكريم
وبارك الله فيك
 
أعلى