لغز العصا السحرية التي وجدت في سورية
تمكن علماء الآثار من اكتشاف ما يسمى بالعصا السحرية القديمة والتي نقشت عليها صوراً لوجوه بشرية، مع العلم أن عمر هذه القطعة الأثرية يزيد عن 5 ألاف سنة حيث تم العثور عليها في المنطقة الجنوبية من سورية بالقرب من مقبرة دفن فيها حوالي 30 شخصاً مبتوري الرأس.
هذا القضيب الذي يبلغ طوله 12 سم تم صناعته من أضلاع حيوان البيسون وقد نحتت عليها وجهان بعيون مغلقة.ويعترف الخبراء بعجزهم عن تحديد الهدف من هذه العصا هناك فرضية تقول بأنها استخدمت أثناء طقوس دفن الموتى القديمة وذلك من أجل استحضار الأرواح.ويقول عالم الآثار فرانك بريمر من المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية بأن هذه القطعة الأثرية غير عادية وفريدة من نوعها والتي استخدمت على ما يبدو في طقوس الدفن التي أصبحت في غياهب النسيان. وإن الأنماط التي تم اكتشافها على العصا فهي واحدة من صور وجوه بشرية طبيعية تم نقشها من قبل السكان المحلين في تلك الفترة.تم العثور على العصا السحرية أثناء عمليات الحرف التي جرت في منطقة تل القراصة عام 2007، وعلى مدى بضعة ألاف من السنين ظهرت تلة من نفايات الحياة اليومية البشرية. تجدر الإشارة إلى أن العديد من المواقع الأثرية تعرضت للنهب والتدمير أثناء الحرب الأهلية، ولكن حالف تل قراصة الحظ لأنه موجود في منطقة هادئة نسبياً.يشار إلى أن العلماء عثروا في هذا المكان على بعض الآثار الأخرى والتي تشير إلى أن سكان سورية القديمة كانوا أول المزارعين عندما بدؤوا بزراعة الشعير والقمح والبازلاء والعدس، كما أن السكان المحليين كانوا يعنون بتربية الماعز والخنازير والغزلان وغيرها من الماشية.وبحسب رأي الأخصائيين فإن صور وجوه البشرية الطبيعية يمكن أن تكون مرتبطة بظهور رغبة لدى الناس القدماء في تجسيد شخصيات الموتى.لكن من غير المعروف حتى الآن من الذي انتشل العديد من الجماجم من القبور، ووضعها داخل وحدات سكنية في القرية، وقد سبق لعلماء الآثار أن عثروا في أريحا بغزة الفلسطينية على جماجم موضوعة داخل جدران.يذكر أن مثل هذه العصي كان العلماء قد عثروا عليها في الأردن، والأناضول حيث يبلغ عمرها أيضاً حوالي تسعة آلاف عام.وهناك فرضية أخرى تقول إن هذه الطقوس كانت منتشرة في منطقة الشرق الأوسط كلها. ربما أن السكان القدامى لهذه المناطق كانوا يعتقدون بأن الوجوه البشرية هذه كانت تساعد في استحضار الأرواح والجان أثناء القيام بالطقوس التقليدية. ولا يستبعد الباحثون أن تكون نقوش وجوه البشر هي صور لأعداء تم تحقيق النصر عليهم ودحرهم.